أكثر من 51 مليون ساعة مدرسية تضيع سنويًا بسبب مشكلات في الأسنان، والأطفال من أسر فقيرة يعانون بمعدل اثني عشر ضعفًا في فقدانهم » من خلال الغياب المتكرر للأيام الدراسية مقارنة مع أطفال « الأسر الثرية الذين يتمتعون بصحة فموية جيدة. وهذه الحقائق تطالعنا بها تقارير منظمة الصحة العالمية حول علاقة صحة الفم والأسنان والتحصيل الدراسي. ترى من المسئول عن مواجهة هذه المشكلة هل وزارة الصحة أم وزارة التربية والتعليم؟
يعتبر تسوس الأسنان والتهابات اللثة أكثر أمراض الفم والأسنان انتشارًا، وفيما يتعلق بتسويس الأسنان بالمملكة العربية السعودية أثبتت الدراسات أنه لا تخلو منطقة بالمملكة العربية السعودية من تسوس الأسنان! وتشير الأبحاث والدراسات الإحصائية والتقارير إلى ارتفاع نسبة تسوس الأسنان والتهابات اللثة بين أفراد المجتمع المدرسي في المملكة العربية السعودية. والأدهى من ذلك أن مستوى تسوس الأسنان وصل إلى مستويات تدق ناقوس الخطر!
ولإعطاء صورة مختصرة عن هذه المشكلة فإن «الوثيقة الإستراتيجية لتحقيق هدف صحة الفم والأسنان للجميع بالمملكة العربية السعودية» الصادرة من إدارة الأسنان بوزارة الصحة في عام 2001م تبين أن هناك أربعة من كل خمسة أطفال من فئة العمر ست سنوات يعانون من تسوس الأسنان هذه الأرقام عالية مقارنة بالأرقام العالمية؟!!!!.
إن تردي صحة الفم والأسنان لها تأثير كبير على أداء الأطفال وتحصيلهم الدراسي وبالتالي نجاحهم في حياتهم المستقبلية. فالأطفال الذين يعانون من صحة فموية متردية معرضون وبمعدل 12 ضعفًا لفقدان أيام دراسية من خلال الغياب المتكرر مقارنة مع الأطفال الذين يتمتعون بصحة فموية جيدة. وهناك أكثر من 50 مليون ساعة سنويًا تخسرها المدارس نتيجة مشكلات صحية في الفم والأسنان (حسب تقارير منظمة الصحة العالمية 2003م).
أهمية الصحة المدرسية
1- يمثل الأطفال في هذه المرحلة العمرية (الدراسة) نسبة هامة من المجتمع تصل إلى ربع عدد السكان، وتوفر المدرسة فرصة كبرى للعناية بالصحة في هذه الفئة.
2- يمر كل أفراد المجتمع بكل فئاته بالمدرسة، حيث تتوفر الفرصة للتأثير فيهم وإكسابهم المعلومات حول السلوك الصحي.
3- هذه المرحلة من العمر مرحلة نمو للطفل وتطور ونضج، وتحدث خلالها الكثير من التغيرات الجسمية والعقلية والاجتماعية والعاطفية، ولابد أن تتوفر للطالب في هذه السن المؤثرات الكافية لحدوث هذه التغيرات في حدودها الطبيعية.
4- في السن المدرسية يكتسب الأطفال السلوكيات المتعلقة بالحياة عمومًا وبالصحة بصفة خاصة، ويحتاجون إلى جو تربوي يساعد في اكتساب هذه العادات، كما توفر المدرسة جوًا مناسبًا لتعديل السلوكيات الخاطئة.
لذا فأن القاعدة الذهبية لكل طبيب هي:-
تبقى المدرسة هي البيئة المثلى التي تقدم طرقًا ذات كفاءة وفعالية تصل إلى أكثر من 1 بليون طفل حول العالم ومن خلالهم إلى الأسر وبقية أفراد المجتمع
**إن التجارب والمعاناة من آلام في الأسنان التي قد يمر بها الأطفال خلال مرحلة الطفولة ربما تؤدي إلى رهاب (خوف مرضي) من معالجة الأسنان، وأيضًا تترك أثرًا سيئًا على ممارسات الصحة الفموية والعناية الشخصية، وكذلك أثرًا على عادة زيارة طبيب الأسنان طوال الحياة. وهذا جميعه له تكاليف معالجة شخصية بعيدة المدى.
يجب أخذ تكاليف الأمراض الفموية بعين الاعتبار، وأن تكاليف المعالجة السنية تشكل حوالي 5-10٪ من تكاليف الصحة العامة في البلدان المتقدمة صناعيًا والتي تصل إلى بليون دولار سنويًا. وهذا يسبب مشكلة بالنسبة للبلدان النامية، فتكاليف المعالجة السنية تستنفد جزءًا كبيرًا من مخصصات الصحة العامة للدولة .
وأخيرًا فإن سوء الصحة الفموية عند الأطفال غالبًا ما يستمر حتى مرحلة المراهقة مما ينعكس سلبًا على ازدهار الاقتصاد ورفاهية الحياة بشكل عام، ولذلك فقد أشارت التقارير إلى أن توظيف واستثمار الحماية من الأمراض الفموية وتعزيز الصحة أدى إلى انخفاض ملحوظ في النفقات الصحية وهذا له أثر مربح على المدى البعيد.
صحة الفم في وزارة التربية والتعليم
تقدم الوحدات الصحية المدرسية مهامها وبرامجها من خلال عدد محدود من الوحدات الصحية المدرسية، فليس كل وحدة صحية بها عيادة أسنان، وبالتالي تفقد عنصر تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية في مجال صحة الفم والأسنان بالشكل المتكامل، وهنا يأتي دور قسم صحة الفم والأسنان في وزارة الصحة فيجب أن يكون دوره بناء على مبدأ الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة وتطوير قدرات العاملين في مجال التخطيط وتعزيز الصحة الفموية والاهتمام بمبدأ الشراكة البناءة لتعزيز صحة أفراد المجتمع المدرسية.
الهدف العام
تعزيز صحة الفم والأسنان ومكافحة أمراضها الأكثر انتشارًا (تسوس الأسنان والتهاب اللثة) بين طلاب وطالبات المدارس.
تتنوع الإجراءات المنفذة من خلال المراكز الصحية للرعاية الأولية في مجال صحة الفم والأسنان لتشمل:
1- التثقيف الصحي.
2-تقديم الأنشطة والبرامج الوقائية المهنية (التطبيقية).
3- تنفيذ الزيارات الميدانية المدرسية (مع الاهتمام بتقديم الخدمات العلاجية حسب الإمكانات المتاحة).
ويمكن تلخيص مهام طبيب الأسنان في زيارته المدرسية إلي خمس عناصر أساسيه
تحياتي رورو
